"وجهة مسار هي أولى الوجهات التي تصنعها شركة أم القرى للتنمية والإعمار بفكرة مركزية أساسها صناعة مسار يجمع بين تنمية الإنسان والمكان"
ياسر أبوعتيق
يزخر الوطن اليوم بالعديد من المنجزات التنموية على مختلف الأصعدة، وهي ترجمة للتقدم الذي تشهده المملكة العربية السعودية، بفضل الله ثم بفضل التحولات الاستراتيجية التي أحدثتها رؤية 2030. وتكاد تكون "صناعة الوجهات" أحد أبرز التوجهات التنموية التي تميزت بها هذه المرحلة التحولية الجديدة، فعلى خارطة المملكة العربية السعودية نشهد مؤخراً تنوعاً نوعياً في الوجهات، التي تجعل من الوجهة الأم مقصدًا عالمياً، تتعدد وتتباين فيه التجارب الثرية لقاصدي هذه الوجهات، التي تسعى المملكة لخلقها في عدد من مناطقها وذلك بهدف بناء منظومة سياحية وطنية كبرى وخلق علاقة تكاملية بين هذه الوجهات وفق معايير جديدة كلياً وباحترافية عالية في هذه الصناعة المحورية.
وتعد وجهة "مسار" أحد أهم الوجهات الحضرية المتكاملة على خارطة المملكة بشكل عام ومدينة مكة المكرمة على وجه الخصوص، وهي أولى الوجهات التي تصنعها شركة أم القرى للتنمية والإعمار بفكرة مركزية أساسها صناعة مسار يجمع بين تنمية الإنسان والمكان. فنحن في شركة أم القرى نؤمن بأن مفهوم الازدهار في المجتمعات المدنية المُعاصرة لا يرتبط فقط بالتطور الاقتصادي، بل له علاقة مباشرة بمعادلة متكاملة ينبثق عنها الرفاهية والسلامة والأمن، وتلبية الاحتياجات الإنسانية المختلفة، وذلك تطبيقاً لأهم ركائز ومستهدفات رؤية المملكة في تحقيق اقتصاد مرنٍ وتنافسي في مجتمع اندماجي وبيئة صحية نابضة بالحياة للأفراد والأسر والمجتمعات، ضمن المفهوم الحديث الذي يُعرف بـ«صناعة الوجهات»، وهو يختلف كثيرًا عن مفهوم التطوير العقاري التقليدي؛ الذي ينتهي دور المطور فيه غالبًا بتسليم المنتج النهائي دون تفعيل ومتابعة لاحقة لهذا المنتج، بينما يُركز صانع الوجهات على خلق علاقة تفاعلية وطيدة مع الوجهة، بما تشمله من إشراف ومتابعة وخلق تجارب متجددة على الدوام لتلبي الاحتياجات الإنسانية، فضلاً عن التخطيط المسبق الذي يراعي المتغيرات المستقبلية.
ويتجلى مفهوم «صناعة الوجهات» بوضوح في وجهة "مسار"، حيث حرصنا على تصميم هذه الوجهة الحضرية وفق أحدث الممارسات العالمية والتي تراعي توظيف التخطيط والتصميم الحضري للمئة عام القادمة، مع الحفاظ على الطبيعة الروحانية والإرث الثقافي والتاريخي الغني للمدينة المقدسة ودراسة تجربة الزائر واحتياجاته، بالإضافة إلى احتياجات سكان المدينة بهدف تفعيل الوجهة وتقديم تجارب متنوعة وغير مماثلة، لنصنع وجهة متكاملة تُثري تجربة سكان مكة وزوارها وتكون مُمكن في تحقيق مستهدفات برامج رؤية 2030 وبالتحديد برنامجي خدمة ضيوف الرحمن و برنامج جودة الحياة.
ولم نقف في شركة أم القرى عند صناعة الوجهة فما بين الإنسان والمكان وضعنا محوراً استراتيجياً بأن تكون وجهة "مسار" منصة استثمارية تعمل بمنظومة متكاملة، تُعَدُّ الأولى من نوعها في مدينة مكة المكرمة تستقطب الاستثمارات النوعية والمتنوعة في القطاعات المحورية؛ لتحقيق قيمة مضافة ولخلق وجهة استثنائية وتجربة فريدة لسكان مكة المكرمة وزوارها وتعزيز أثر الوجهة الاجتماعي؛ بوصفه أحد الأبعاد التنموية المُستدامة، من خلال توفير نحو 16 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة في العاصمة المقدسة.
وفي كواليس عام 2022 الاستثنائي وبخطة واضحة الأهداف تحولت بوصلة الأعمال في الوجهة من مرحلة ضخ الاستثمارات في البنية التحتية، والتي تجاوزت تكلفتها 23 مليار ريال سعودي وبنسبة إنجاز تتخطى ال 90% بنهاية هذا العام، إلى مرحلة جديدة كلياً وهي مرحلة استقطاب الاستثمارات النوعية. وبهذا التحول تمكنت شركة أم القرى من استقطاب نخبة من المستثمرين المؤسساتيين بخبرات تراكمية متنوعة للاستثمار في منظومة وجهة "مسار" المتكاملة، وتجاوز إجمالي حجم الاستثمارات والتي يتم تنفيذها الآن في الوجهة 35 مليار ريال سعودي، وتُشكل الحزمة الأولى 21% من إجمالي الأراضي الاستثمارية في الوجهة، وتنوعت بين قطاعات (السكني، الضيافة، الصحي، التجاري) بالإضافة إلى الاستثمارات الهادفة إلى إثراء جودة الحياة؛ ومن ذلك المتاحف، والمساحات الترفيهية والثقافية المفتوحة. بهذه الاستثمارات الضخمة نمضي في شركة أم القرى قُدماً في صناعة وجهة المئة مليار ريال سعودي، والتي ستكون داعم رئيسي في رفع الناتج المحلي لمدينة مكة المكرمة وإضافة غير مسبوقة على خارطة وجهات المملكة؛ تُثري تجربة ضيوف الرحمن وتُعزز جودة حياة سكان مدينة مكة المكرمة.
إنّ الشعور الذي نستحضره دائمًا في شركة أم القرى ونحن نصنع هذا المعلم العصري متعدد الإمكانات، بأننا سنساهم بشكل بسيط -ضمن الإسهام العظيم الذي تقدمه الدولة- في إثراء تجربة المسلمين من كل فجٍّ عميق عندما تطأ أقدامهم الديار المقدسة في مكة المكرمة، وهي النية المُحفزة للشغف الذي يدفعنا للتركيز على أدق التفاصيل، لماذا؟.. لأننا نُحبُّ مكة.
بقلم: ياسر أبو عتيق
الرئيس التنفيذي لشركة أم القرى للتنمية والإعمار